Wednesday, August 4, 2010

بصمة للحياة






 -
في بعض الأحيان يسرح بي خيالي إلي لحظة لقاء ربي

عندما ينتهي أجلي

فأطير فزعاً .. لا خوفاً من اللقاء بل آمل أن أكون دوماً مشتاقاً إلي لقائه .. فهو أرفق بي من هذه الدنيا الدنية

إنما خوفاً من أن يأتي الأجل وتكون حياتي كموتي .. لم أترك شيئاً ينتفع به من بعدي .. لم أترك بصمتي في الحياة .. كما دخلت إلي الدنيا
خرجت منها

الخوف كل الخوف من أن أجدني قد أهدرت عمري هباءاً .. بلا صدقة جارية أو ولد صالح أو علم ينتفع به

والمصيبة الأكبر التي قد تؤرقني .. عملي .. عملي الذي سألقى به ربي هل أنا من الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً !؟

أحياناً .. أصحب أناساً كبرت الدنيا في أعينهم .. فهي كل شئ .. لا ذكر ولا تفكير فيما بعد .. أتعجب .. هل يعتقد أحدهم أنه مخلد !؟ أن لن يناله ما سبق إليه آباءه وأجداده !؟

المصيبة الحقة هي كِبر الدنيا في الأعين .. عندها لا تفكير ولا تدبير إلا للدنيا وشهواتها

يزداد صعوبة السير في الدنيا وترك علامات فيها والعمل للآخرة بدون رفقاء درب .. إذا تكاسلت أعانوني على نفسي .. وإذا رأوا بي خطأً حاولو تقويمه .. قد يخجل الإنسان من ممارسة سلوك سيء لأن صحبته صالحة إلي أن يكون السلوك الحسن طبيعة وعادة لا تكلفاً

كما أن للإنسان دوافع داخلية .. قد يكون له صحبة صالحة ولكن بلا دافع داخلي .. ولن يتأتى هذا الدافع إلا بكثرة ذكر الموت والنظر إلي ما سبق من عمل أنه لم يرتقي إلي أعمال المجددين وأنه لن يوصله إلي الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين .. فبذلك يزداد الدافع
ومع هذا وذاك طلب العون الدائم من الله .. أن لا يوكلك إلي نفسك .. وأن يعينك على ما يرضاه منك

ولا يقل اختيار شريك الحياة عن الأسباب السابقة .. الذي يُقضى معه جُل الأوقات .. وقد حدد رسولنا الكريم صفة موحدة في اختيار الرجل لزوجته واختيار المرأة لزوجها .. وهي الدين .. فقال لنا .. فأظفر بذات الدين وقال لأهلهن إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه

ولا انسى في هذا المقام ذكر أهمية الوقت في ترك بصمة لحياتك وعمل صالح لمماتك .. فلن يُعمل العمل إلا في وقت .. طال أو قَصُر .. فلذلك يجب على من اراد لحياته قيمة أن يُثمن وقته .. وأن يضع لنفسه جدول أعمال ويُحاول جاهداً أن يلتزم به ..

فالوقت هو الحياة .. كما قد قيل

ولن تعود لنا مكانتنا بين الأمم إلا بإهتمامنا بأوقاتنا .. وأن يضع كل منا بصمته للحياة

10 comments:

Anonymous said...

اللهم احسن خواتيم اعمالنا
اللهم امين
سلمت يداك استاذ ياسر
سنة اولي دكتوراه

Sally said...

كل سنة وانت طائع
ورمضان كريم

ورمضان بداية
ممكن يكون بيها
لقائنا المنشود الي الله
اروع مما نتخيل

ربنا يرزقنا ويرزقكم فيه العمل الصالح ويعتق رقابنا ورقاب ابائنا من النار

Asem said...

جزاك الله خيرا على تلك الذكرى
ونرجوا ان نكون ممن كان له قلب فوعى او ألقى السمع وشاهد بعينه فاعتبر وعمل

وهذا ميدان القول
ويبقى ميدان العمل
ورمضان ساحة فالنغتنم

وأرى ان الله أنعم عليك بفهم وحسن تعبير
فاجتهد وشمر ولا تخشى مع الله أحدا

أخوك ومحبك فى الله
عاصم

يا مراكبي said...

قبل التخرج كنت بتكلم مع والدي في نفس الموضوع

أن يكون لي بصمة في الحياة

لا أحب أن أمر هكذا دون احداث تأثير ما في أي انجاه .. بل أريد أن يكون لوجوجي إضافة ولرحيلي ذكرى جيدة

انها بصمة الحياة

M.a.r.y.o.o.o.m said...

اللهم ارزقنا حسن الختام

noha musad said...

كل سنة وانت طيب ورمضان كريم

www.egymagic.blogspot.com
www.englishstance.blogspot.com

اقصوصه said...

رمضان كريم

وكل عام وانتم بخير :)

بنت الاسلام said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله خاطرة جميلة

هناك مقولة قرأتها يوما لكنها بقيت عالقة فى ذاكرتى

" البعض يسير على الرمال دون اثر "

قال النبى محمد -صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه- "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث , صدقة جارية أو علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له "

ولا اجد حقيقة بصمة للحياة فى غير ما ذكر النبى - صلى الله عليه وسلم -

أسال الله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياكم هذة الأعمال

وجزاكم الله خيرا

Anonymous said...

نفع الله بك
ورزقك ما ينفعك في الدنيا والآخرة

Shea A said...

I liked your blog thanks for sharing this