Saturday, February 11, 2012

غيبوبة .. قصة قصيرة

 


ها قد قرر أن يخرج عن صمته ويتحدث أخيراً .. فقد أعتمد عابد منذ أن كان صغيراً الصمت أسلوباً في الحياة .. حتى مشاكله كان يواجهها بالصمت وقد يزيد عليه بالإبتسامة .. حتى ظن الآخرين أنه بلا مشكلات .. وتزيد عليه الأعباء والضغوط ويقابلها بمزيد من الصمت والإبتسامة .. فمشكلته ليست فقط مع زوجته التي لا تعبء بمسئولية وتُكثر عليه بالمطالب حتى أثقلته بالديون .. وليست فقط مع زملائه في العمل الذين يدسون له المكائد مع صاحب العمل .. وما أن تنتهي مشكلة حتى يدخل في أخرى .. وليست مع أصدقائه الذين يجدون عابد صديقاً صدوقاً حسن الإستماع لمشاكلهم .. فيحمل هموهم فوق همه .. ولكن أيضاً مع أخواه .. اللذان اتحدا ضده ليستأثرا بميراث والدهم .. و زاد فوق هذا كله أن صدمته سيارة بعد خروجه من العمل أثناء سيره مفكراً في همومه .. فنقلته سيارة الإسعاف إلى المستشفي وهو في غيبوبة .. فبحثوا في ملابسه لعلهم يجدوا هاتف أحد أقاربه أو معارفه ليتصلوا به .. وباءت محاولات البحث بالفشل .. فاق من غيبوبته ليجد نفسه في غرفة مزدوجة مع شخص آخر يقول له : حمد لله على السلامة يا عابد .. فيسأله : أين أنا ؟ ومن أنت ؟ فيقول له : أنت فى المستشفى جئت على أثر حادث . فيقول له : وكيف عرفت اسمي ؟ قال : أنا لم أعرف اسمك فقط .. أتحب أن أحكي لك قصتك كاملة .. أم أحكي لك ما تعانيه مع زوجتك ؟ أم مع زملائك في العمل ؟ أم خلافاتك مع أخوتك ؟ منذ مجيئك وأنت لم تكف عن الهذيان !

3 comments:

Hesham said...

كلنا عابد ، طرح جميل ولكنى ارى ان كل المتزوجين هم عابد

ياسر سليم said...

استاذ هشام

منور المدونة بوجوك وتعليقك

وحلو شعار كلنا عابد

ممكن نعمل صفحة على الفيس بوك بالاسم ده :)

خالص تحياتي

يا مراكبي said...

من أول ما المريض المجاور نطق اسم "عابد" وأنا ازداد فضولي لمعرفة السر :-)

طلع هذيان الغيبوبة

العفل الباطن الذب لا يهدأ وهي طبيعة الصامتين