Saturday, July 30, 2011

عبادة .. عمارة .. تزكية



-

في الآونة الأخيرة .. تابعت بشغف حوارات العلمانيين والليبراليين وطريقة عرضهم للقضايا والموضوعات الخاصة بنواحي الحياة المختلفة ..


وقد لفت نظري عدة نقاط ... منها : أنهم ليسوا جميعاً على رأي واحد بل أن الواحد منهم ليس له رأي واحد ثابت في القضية الواحدة .. فتجد أحدهم يتحدث فى برنامج بوجهة نظر فى طرح معين .. وفي برنامج أو لقاء آخر بوجهة نظر أخرى .


النقطة الثانية : أن العديد منهم يتفاخر بأنه علماني مسلم .. بالرغم من تأكيد العلماء بأنه لا يمكن أن يجمع أحد بين الإسلام والعلمانية .. إما مسلم أو علماني ..


النقطة الثالثة : أنهم يحاولون الاستدلال بآيات القرآن والأحاديث النبوية في بعض الأحيان ليثبتوا صحة موقفهم .. فتجد أحدهم يستشهد بآيات من سورة الزمر ويقول هذه من سورة الرمز .. وتجد آخر يُقال أمامه حديث من صحيح البخاري يقول أن أحاديث البخاري لا تمر في ذهنه بتصديق .


و الكثير منهم يقول أنا مسلم ولا أحب أن يزايد على إسلامي أحد .. وهنا عندي تساؤل .. أرجوا أن يفيدني به أحدهم !


أنت مسلم ؟ إذاً أنت تؤمن بالقرآن وبأنه كلام الله ؟ بل وتستشهد به في بعض المواقف !


أين تذهب آيات تحريم الخمر .. وأين تذهب آيات تحريم الزنا ؟


أليس الإسلام مكانه المسجد ! فلما تحدث القرآن عن الربا ؟ ولما تحدث عن الأخلاق والآداب فى الحياة الإجتماعية ؟ ولماذا جاءت أكبر آية فى القرأن لتتحدث عن الدين ؟ أي عن معاملة مالية تتم خارج المسجد ؟ وماذا عن آيات الزواج والطلاق ؟ وغير ذلك من الآيات الكثير التي جاءت لتحل قضايا حياتية خارج المسجد !


أعجبني كثيراً حديث الدكتور ( أسامة السيد ) عن دين الإسلام بما يشمله من عبادة وتزكية وعمارة .. حيث أن الاقتصار على عبادة الله فقط يظهر الفكر المتدين المتطرف المتشدد ، والاقتصار على تزكية النفس ينتج فكر الرهبنة والعزلة ، والاقتصار على عمارة الأرض ينتج الفكر العلماني ..


فالإسلام جاء ديناً شاملاً لا يقتصر على جانب من هذه الجوانب الثلاثة .. وبالتالي فالمسلم الحق يهتم بعمارة الأرض كما يهتم بالعبادة والتزكية على حد سواء .


وقد ذكرت هذه الجوانب الثلاث تباعاً في آيتين في سورة الجمعة :


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( 9 ) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( 10 ))

النقطة الأخيرة التي استفزتني كثيراً .. وهي أن تعريف الحرية عندهم هي ما يخالف الشرائع السماوية وما يخالف الفطر والعادات والتقاليد .. فإن وافقت بعملك ما يوافق أحكام الشرائع السماوية حتى وإن كنت توافقها بهوى نفس فهذه ليست حرية .. هذه رجعية وعودة للوراء !