Monday, March 19, 2012

متى يتوقف الإستيراد ؟



-
في إعتقادي أن هناك عاملين مهمين جداً للإعتماد على الذات والإكتفاء بها .. سواء للفرد أو الجماعة أياً كانت هي .. ألا وهما معرفة النفس والثقة بها ..
فمعرفة النفس حق المعرفة .. تمكن الفرد من اعتماده على ذاته لأنه عالِم بإمكاناته ومهاراته ونقاط القوة ..
ومعرفة الجماعة بنفسها كالدولة مثلاً .. تمكنها أيضاً من قيامها والسير بلا عكاكيز وذلك بمعرفة ثرواتها وإمكاناتها المادية والبشرية وتاريخها ..
وأما الثقة بالنفس فهي مترتبة على معرفة النفس .. فمعرفتي بنفسي وكيفية توظيف ما أملك من نعم حباها الله لي التوظيف السليم يدفعني إلى الثقة بالنفس .. وثقتي بنفسي تجعلني أعتمد على ذاتي ..
فالذي يغش في امتحانه وقد ذاكر ما يُمتحن فيه .. هو بلا شك لا يثق بنفسه .. وقد يكون ما عنده هي الإجابة الصحيحة وينقل من الآخر غير ذلك !
أثارني جداً أن رأيت أحد الأصدقاء على الفيس بووك ينقل لشنودة ( ان اللَّـه يعطيك ما ينفعك ، وليس ما تطلبه، إلاَّ إذا كان ما تطلبه هو النافع لك. وذلك لأنك كثيراً مــا تطلــب مــا لا ينفعــك ) فكان ردي : أتركت الإستدلال من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وكلام السلف الصالح .. ورايح تجيب من شنودة !؟
فتكوين جملة شنودة ركيكة ولا ترقى لأن تكون حكمة في صياغتها .. وأكتفيت بأن قدمت له حكمة من حكم ابن عطاء الله السكندري : ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، ومتى فُتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء !
و تطبيقاً على هذا المثال .. فقد ترك صديقي الفيس بوكي هذا, ثروة ضخمة من درر السلف الصالح والعلماء الربانيين العاملين والتابعين فضلاً عن آيات الذكر الحكيم والأحاديث القدسية والنبوية .. وذهب ليأخذ من خارج هذا الإطار .. هذا وبكل تأكيد يرجع إلى جهل وعدم معرفة بما يملكه من هذه الثروة .. فلمن تركت هذه الحكم إلا لنا .. بل وليتم تصدريها للآخرين عن طريقنا ..
فهل نتركها ونذهب .. لإستيراد الردئ !
-