Wednesday, July 22, 2009

حيل الدفاع النفسي





عندما يواجه الإنسان موقف محبط - وما أكثرها هذه الأيام - بيلجأ لا شعورياً لحيلة من حيل الدفاع النفسي .. وهذه الحيلة يتفادى بها الإنسان الشعور بالإحباط أو الألم أو الإحراج .. ولا تُعتبر هذه الحيل سلوكيات شاذة إلا إذا استخدمت بشكل مستمر .. أي أن يعتاد الفرد على إحدى هذه الحيل ، وتصبح جزءاً من سلوكه وتصرفاته ..
وهذه الحيل تتجاوز العشرين حيلة دفاعية .. وسأتكلم عن أهمها وأعطي لها أمثلة :
 
 

- النكران : ويقوم فيها الشخص بإنكار الواقع والحقائق لأنها تؤدي إلى معاناة وضيق وتوتر !
مثال : الطفل الذي يموت والده يميل إلى إنكار فقدانه ويعلل غيابه بأنه على سفر وأنه سيعود قريباً .
والأب الذي يفشل ابنه دراسياً يحاول التركيز على جوانب ابنه الأخرى أو يغير مجرى الحديث .

- الانسحاب : وهو ألا يقوم الشخص بنشاط معين أو رد فعل لموقف سيعرضه للإحراج أو الفشل !
مثال : شخص لا يتمتع بلباقة الحديث أمام الجمهور يُفضل أن يبتعد عن المواقف التي فيها حديث أمام الجمهور خوفاً من معاناته الناتجة عن هذا الموقف .

- التبرير : وهو أن يقوم الشخص بتفسير سلوكه الخاطئ بأسباب تبدو معقولة ومقبولة !
مثال : شخص يكره شخص آخر ويحقد عليه بسبب تفوقه في الحياة فيبرر هذا الكره بأن هذا الشخص سيء الأخلاق .

- التقمص : وهو ادعاء شخص بأن لديه ما لدى شخص آخر من صفات محمودة وجذابة ، ويحاكيها .. وقد يكون التقمص هذا إيجابي ؛ لتقليد سلوك مرغوب ، أو تقمص سلبي لتقليد نماذج غير سوية !
مثال : الطالب الذي يقلد أسلوب المعلم الذي ينال إعجابه .. أو الطفل الذي يقلد والده في أسلوب حديثه .
أو الذي يقلد أحد المشاهير أو القادة .

- التعويض : وهو أن يُظهر الشخص صفة جيدة لإخفاء قصور أو عجز أو فشل معين !
مثال : الشخص المعوق جسمياً الذي يقوم بالإهتمام بهندامه .
أو الشخص الفاشل دراسياً ويقوم بالإعتداء على الآخرين .

- النكوص : وهو عودة الشخص إلى ممارسة بعض الأساليب التي كان يتبعها في إحدي مراحل نموه السابقة !
مثال : الطفل الذي في السابعة من عمره ولا يجد اهتمام من أسرته كما كان في السابق ؛ لقدوم مولود جديد .. فيسلك سلوك اخوته الأصغر منه فيتهته في الكلام .
أو بعض النساء المتقدمات في السن حين يحاولن الظهور بمظهر النساء الأصغر منهن سناً لجذب الإنتباه .

- الإسقاط : وفيه يقوم الفرد بتفسير أعمال الآخرين بحسب ما يحدث في داخله .. أو إلصاق الصفة بغيره من الناس !
مثال : التاجر غير الأمين الذي يصف كل التجار بأنهم غير أمناء .

- الأخيلة والأوهام : وهو أن يلجأ الفرد إلى عالم الخيال ليشبع مالم يستطع تحقيقه فى الواقع !
مثال : استغراق الشخص في أحلام اليقظة .

- الكبت : هي استبعاد الرغبات التي تؤدي إلى حدوث الألم لعدم قدرة الشخص على إشباع هذه الرغبات !
مثال : الرغبة في الإعتداء علي الآخرين .

- التحويل : وهو قيام الشخص بنقل الموقف الذي تسبب فى إثارته إلى موقف آخر !
مثال : الموظف الذي واجه إهانة من رئيسه فى العمل ولا يستطيع أن يرد هذه الإهانة ثم يحول غضبه إلى زوجته في المنزل أو أولاده .
 

Wednesday, July 8, 2009

التَسَيُّب والوسطية






ترددت أن أكتب في هذا الموضوع لأني أعلم تمام اليقين أنى مسئول عما كتبت يداي وأنه إما أن يكون حجة لي أو عليّ .. ولكني وجدت نفسي سأُسئل أيضاً لماذا تراجعت عن كتابته !
هذا الموضوع تذكير لي قبل غيري وخصوصاً إلى من يعتبرون التسيب : وسطية
أحب أن أبتدء موضوعي بكلام الله في أواخر سورة الكهف إذ يقول فيها المولى عزوجل قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ؟ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا .
وقبل كل شيء أحب أن أُذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم خير البرية كان مثالاً للوسطية .. وقد بُعث صلوات الله وسلامه عليه ليعلمنا الوسطية .. وبرسولنا الكريم لابد أن نقتدي .. فهو معلمنا و قدوتنا .
ومن هذا المنطلق نستطيع التفرقة بين الوسطية والتسيب .. فالكثير من الناس يَصِفُون آخرين بالتشدد بدون أن يكون هناك مفهوم للكلمات الثلاث : التشدد والوسطية والتسيب .
والتشدد ليس موضع الحديث ، ولكني سأتطرق إليه تطرقاً سريعاً بهذا الحديث
عندنا جاء ثلاثة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبداً ، وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني
ولكني أعني بموضوعي الذين يعتبرون التسيب والتفريط : وسطية
-
- من لا يصلى الصلاة على وقتها ويجمع بين الصلاوات بغير عذر ويعتاد على عدم اللحاق بالجماعة .. فهذا تسيب وليس وسطية.
- من لا يضع لنفسه ورداً قرآنياً وليس له علاقة بالقرآن إلا في رمضان .. فهذا تسيب وليست الوسطية.
- من يصبح همه متابعة أخبار النجوم ولاعبي كرة القدم ولا يهتم ولا يتابع ماذا يحدث في أشقاءه المسلمين .. فهذا تسيب وليست وسطية.
- من تعتاد على الخروج بملابس لا تليق بمسلمة ولا تتمتع بمزايا الزي الشرعي .. فهذا تسيب وليس وسطية.
- من يعود لسانه على قبيح الأفعال من ألفاظ نابية وكذب وغيبة ونميمة وشهادة زور .. فهذا تسيب وليس وسطية.
- من يعتاد على الإختلاط والتساهل فى التعامل مع غير جنسه ويتحدث إليهم بغير ضرورة .. فهذا تسيب وليس وسطية.
- من يعتاد على سماع الأغاني وتصبح شيئاً أساسياً في حياته بديلاً عن القرآن ..  فهذا تسيب وليس وسطية.
- من لا يهتمون بغض البصر ويطلقونه يمنة ويسرة .. فهذا تسيب وليست الوسطية.
- من لا يعبأ من أين يأتي بالمال من الحلال أم من الحرام .. فهذا تسيب وليس وسطية.
- من لا يربي أولاده على الأخلاق ولا يؤدبهم بآداب الإسلام ويحفظهم القرآن .. فهذا تسيب وليس في الوسطية من شئ.
-
وغيرها الكثير من المظاهر التي يعتبرها البعض من مظاهر التشدد عند المحافظة عليها .. ويعتبرون التسيب هو وسطية الإسلام وتجده يقول .. أنت محبكها قوي كده ليه ؟ أنت متشدد الإسلام دين يسر !
إذا أردت أن تعرف هل أنت وسطي ؛ لست متشدداً ولا متسيباً .. فقس نفسك ( أقوالك وأفعالك ) على رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أردت الوسطية ارجع إلى الكتاب والسنة .. ففيهما وسطية الإسلام .. وأدعوا ربي لي ولك ألا نكون ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً !