Monday, December 27, 2010

هل من سبيل إلى الكمال !؟


-
-
دوماً ما يشغل حيزاً من تفكيري وقدراً من كتاباتي وكلمات من رؤيتي ورسالتي و أهدافي وجانباً من حواراتي ومناقشاتي .. الكمال الإنساني .. الذي قد يحط من احتمالية تحقيقه النفر الكثير .. بأنه لا سبيل إلى هذا الكمال .. فالكل يُخطأ ويصيب .. والكل يؤخذ منه ويُرد إلا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه .. وكما هو شائع ( مافيش حد كامل ) و ( الكمال لله وحده ) وهذه خصوصاً خارجة عن موضوعنا .. فلست بصدد الحديث عن الكمال المطلق .. وإنما أقيدها بالإنساني .. البشري .. الذي قد حصله بالفعل بشر مثلنا تماماً .. ففي الصحيح قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام). أي أنهم بالفعل حصلوا الكمال الإنساني كما أن رسولنا الكريم لم يقفل باب الكمال لمن سيأتي في الأزمان التي من بعده .. وهذه في حد ذاتها نعمة لابد لكل عاقل أن يزاحم عليها وإن لم يستطع الوصول فكفى به شرف المحاولة .. وأنه لقي الله وهو ناوٍ على تحقيق هذا الكمال .. وأن الأجر سيكون أعظم في زماننا هذا الذي هو زمن القبض على الجمر .. فكل ما حولنا من ملهيات وقلة الصحبة الصالحة .. وصعوبة تحقيق المثالية في التعامل .. خصوصاً فى تعاملاتنا مع من هم ليسوا بملتزمين أو يستشعرون مراقبة الله فى معاملاتهم .. وحتى فى التعامل مع من نحسبهم على خير أصبحت في تعاملاتهم صعوبة وجفاف إلا من رحم الله .. فما سبق وغيره يجعل تحقيق المثالية والكمال في الصفات الإنسانية .. طلب صعب المنال .. ولا بد من المحاولة بالرقي بأنفسنا وأخلاقنا وصفاتنا وإن كانت وعرة .. والساعي إلى هذا الكمال يضع أمامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه صلوات الله وسلامه عليه كان خلقه القرآن كما قالت عنه السيدة عائشة – رضى الله عنها .. كما أن الصحبة الصالحة عامل مهم فى الإرتقاء بالذات وحتى فى هذه الصحبة .. نبحث عن الخير فيهم ونقتدي به .. ونترك منهم التقصير .. كما أنوه عن أهمية طلب النصح ممن نرى فيهم الخير .. لأننا لن نرى كل ما بأنفسنا من عيوب ونحتاج إلي من ينظرون إلينا من الخارج .. ولا أنسى في هذا المقام .. التوبة ثم التوبة ثم التوبة .. هناك من يحاول ترك التقصير والسيء من الأخلاق ثم يعود لما كان عليه .. وإذ به يمل من المحاولة والوقوع .. فيترك ويستسلم لما كان عليه .. فإن الله لا يمل حتى نمل .. فتذكر أنها متوقفة عليك أنت إذا بدأت ومللت .. فأنا أمثل التوبة بغسيل الثياب .. هل منا أحد يمل ويقول كلما نظفت ثيابي أتسخ مرة أخرى فلن أعاود التنظيف !؟
والنقطة الأخيرة التي لابد من البداية بها .. هي الاستعانة والتوكل على الله .. فمن استعان به وتوكل عليه فلن يخذله .
أسأل الله أن ينفع بها .. وأن يجعلها خالصة لوجهه في ميزان الحسنات .. وأصلي و اسلم على أكمل الخلق صلوات الله وسلامه عليه

Tuesday, December 21, 2010

عندما تنقلب السعادة إلى أحزان


-
لكلٍ منا مصدر يجلب له السعادة .. سواء علمنا هذا المصدر أم لم نعمله .. فقد تعلم مصدر سعادتك أو تجهله .. على حسب علم كل إنسان بحاله .. فقد يجد انسان سعادته في المال وقد يجد آخر في المنصب والجاه وقد يجد ثالث في لقاء حبيبه وقد يجد الطفل سعادته في قطعة حلوى وبالطبع يجد العاقل سعادته في طاعة الله .. ولكن عندما اتحدث عن السعادة الدنيوية .. التي قد يجدها الكثير صعبة المنال عندما ينوي اللهث وراها لتحصيلها .. وهي قد حصلت بكل سهولة لآخر لم تكن بباله ولم يطلبها .. فبالتأمل في مصادر السعادة الدنيوية كالمال مثلاً .. نجد أنه بمجرد حصوله قد ينقلب إلي مصدر تعاسة وطرق تعاسته كثيرة أقلها الخوف من ضياعه .. وبالمثل فالمصادر جميعها تنقلب في أيام قلائل إلى ضدها .. وقد نكون في مأمن من هذه التعاسة عند التمني والرغبة في السعادة المأمولة .. أما بالنسبة لسعادة العاقل بطاعة الله .. فإما أن تستمر سعادته بالتمسك بما هو عليه عند وقوع الفتنة والإبتلاء وإما أن ينقلب على عقبية .. وهنا يأتي معنى يتملص عن كثير منا .. وهو خاص بدراسة النفس ومعرفة اسرارها ..
والسؤال هل بتحصيل ما أنا بصدد تحصيله ستدوم سعادتي ولن تنقلب إلى أحزان ؟

Saturday, December 4, 2010

المبيعات وسنينها

-

-

لأول مرة أتحدث عن وظيفة المبيعات التي طالما حاولت الفرار منها ولكنها تلاحقني ..

بدأت قصتي مع المبيعات عندما اتفقت أنا ومجموعة من أصدقائي على إنشاء شركة للإعلان بمدينتي الصغيرة .. وكنا ستة أشخاص .. توزعت المهام بيننا .. وكان نصيبي حينئذ التسويق .. لم أكن أعرف حينها الفرق بين المبيعات والتسويق .. ولكن وظيفتي في ظاهر الأمر هي التسويق وفي حقيقتها هي المبيعات .. سامحهم الله أصدقائي عندما رأوا أني أفضل شخص للقيام بهذه المهمة .. لإجتماعياتي وعلاقاتي مع الآخرين .. وكانت هذه هي بدايتي مع هذه المهنة الممتعة أحياناً .. الشاقة ذهنياً .. وصعبة النجاح في غالب الأحيان ..

مرت نهاية سنوات الجامعة فى شركتنا الصغيرة .. إلي أن تخرجت لتأتي الفرصة كي أتخلص من مهنتي اللصيقة .. ألتحقت بشركة متعددة الفروع بدولة أخرى .. ولم تمر تلاتة أشهر حتى كلفوني بفتح سوق جديدة بدولة عربية أخرى وأكون أنا المسؤل عن الفرع .. كانت مغامرة سعدت بها كثيراً .. ولم تخلو المسئولية من المبيعات والعلاقات العامة .. من رآني في صغري يعرف أنه من سابع المستحيلات أن تكون هذه هي مهنتي في يوم من الأيام .. حيث الخجل والحياء والإنطواء أحياناً وعدم سهولة تركيب جملة صحيحة من الربكة وبالتالي استحالة الإقناع .. فكيف يكون لشخص بهذه المواصفات أن يعمل فى مجال البيع !؟

سامحكم الله يا اصدقائي ..

مرت فترة فى هذه الشركة التي لم أشعر معها بالإستقرار .. وعدت إلى أرض الوطن لأقرر عمل مشروع خاص بي .. الذي لم يخلو من البيع والإقناع بل هو قائم على ذلك .. وفي نفس الفترة قررت أن أكمل الدراسات العليا في التسويق لأتخذه مجالاً بدلاً من المبيعات .. وبالفعل بدأت الدراسة ولم ينجح مشروعي الخاص لظروف خارجة عن الإرادة .

في هذه الفترة كانت إحدى الشركات الكبيرة بدولة عربية تعلن عن وظيفة أختصاصي تسويق .. فلم أتردد في التقديم لها .. وقلت : أهي جت فرصتك لحد عندك

وعندما تمت المقابلة أكتشفت أن المبيعات لن تتركني في حالي .. وكان أختصاصي تسويق هو مجرد اسم للوظيفة فى الفيزا .. أما العمل في المبيعات .

أستسلمت لها .. وأجبرت نفسي على حبها .. حتى تعطيني ما أحب .. فهذه معادلة المبيعات الصعبة .. إذا شعرت أنك غير راضٍ عنها .. لن تضحك في وجهك .

سامحكم الله يا أصدقائي .