-
-
نَمر أحياناً كثيرة بمُعيقاتٍ بشرية مِن صنع
مَن حولنا .. قد تكون من محبينا ؛ تتمثل في رسائل سلبية يبثونها لنا وهم في قرارة أنفسهم أنهم
يقولون ما يقولون من دافع الحب والحرص على المصلحة .. أو يتخذون أسلوباً تربوياً
يعتبرونه هو الأمثل من وجهة نظرهم إن كانوا آباءاً أو مُعلمين .. ولا يدرون أنهم
بذلك قد يدفنون أمل أو يقتلون حلم !
وإذا فَتَشَ كلٌ منا في معارفه سيجد هناك من
فعل به ذلك حتى أولئك الذين يفعلون بالآخرين لم يَسلموا من مُثبطٍ أو مُحبِط ..!
ولكن تبقى النتيجة في ردة الفعل ..
الاستستلام أم النجاح وإثبات النفس والانتصار على المُعوقات !؟
ونرى كثيراً كم تتشابه مُعطيات الأفراد من
نواحي عدة ولكن النتائج تكون مختلفة تمام الاختلاف ؛ وليس كل من نجح كان له الكم
من المشجعين الذين دفعوه دفعاً إلى النجاح ؛ بل قد تجد القطاع الأعرض ممن أثبتوا
أنفسهم ونجحوا في حياتهم نشأوا في بيئة لا تُنبئ ولا يُتوقع منها أن ينجح في حياته
من نشأ فيها بل يُغير ويضع بصمته للإنسانية ..!
الأمثلة على هذه النجاحات كثيرة .. ومن يبحث
عن قصص الناجحين فلن يبذل جهداً للحصول عليها .
ويبقى السؤال : كيف نواجه ما نعانيه في
حياتنا من معوقات ؟ وخاصة رسائل الآخرين السلبية ؟
لعل بعضكم سمع عن قصة ( ليزي ) ولمن لا
يعرفها ؛ ليزي هذه فتاة في العشرينات من عمرها واجهت مرضاً مزمناً لم يجد له الطب
تشخيصاً ولا يعاني منه إلا ثلاثة أفراد في العالم ؛ هذا المرض من أعراضه أنه يجعل
صاحبه نحيفاً جداً وهزيل البنية .. ولا يقتصر على الجسم فقط بل يظهر ذلك على الوجه
أيضاً ؛ ليزي وجدت أن لها فيديو على موقع اليوتيوب تحت عنوان أبشع إمرأة في العالم
وشاهد هذا الفيديو 4 ملايين مشاهد ؛ وكانت التعليقات مؤلمة للغاية .. مثل : لماذا
لا تطلقين النار على نفسك وتريحي العالم منكِ ؟ .. !
فما كان من ( ليزي ) في المقابل إلا أن وضعت
لنفسها أربعة أهداف في حياتها .. وبدأت تسعى لتحقيقها ؛ ولم يمر الكثير حتى حققت
هدفين منهما : وهما نشر كتاب باسمها وتستعد لنشر الآخر ؛ والثاني في المجال العملي
بأن تقوم بالحديث التحفيزي وأصبح عملها ؛ والهدف الثالث : الإنتهاء من الجامعة وهي
في طريقها ..!
فإن كنت ممن واجه مُحبطين ومُثبطين وأصحاب
رسائل سلبية .. فهل كانوا بحجم ممن كتبوا تعليقات من الأربعة مليون مشاهد الذين
شاهدوا أبشع إمرأة في العالم !؟
No comments:
Post a Comment