Tuesday, December 25, 2012

العقم الإبداعي


عند إجراء معادلة بسيطة ( وإن كان لكل قاعدة شواذ ) يتضح لنا ذوي الإنتاج من أصحاب العقم الإبداعي وهي : كل من ذاع صيته ووصلت إلينا أخباره ونستضيء بأفكاره يخرج من دائرة العقم الإبداعي .. وهنا لابد من الإشارة بأن الإنتاج الإبداعي له جانبان : سلبي وإيجابي أو مفيد وضار ولكنه في النهاية إبداع !
ولست بصدد الحديث عن أن الإبداع السلبي أوالضار عدمها خير منهما .. ولكن حديثي عن الإبداع عموماً والتوصل إلى جديد ربما قد وصل إليه أحدهم ولكن كان لك رأي آخر أو أسلوب آخر وطريقة أخرى ..
فكم من أناس جائوا إلى الدنيا ومضوا لم نسمع لهم ذكراً ولا همساً .. فلن تكن جديراً بالذكر إلا بإجبارك لمن خلفك بأن يذكروك .. والإجبار هنا لن يأتي إلا بترك الأثر !
هل الإبداع مستحيلاً أو أنه حكرعلى أناس دون آخرين ؟
والإجابة : بالقطع لا .. لا ننكر أن هناك فروق فردية بين الأفراد ولكن أيضاً توجد عوامل كالإصرار والمثابرة كلٌ في مجاله كما أن التدريب متوفر في كل المجالات بجانب التدريب على الإبداع في حد ذاته !
ولابد من التأكيد على أن غالبية المبدعين ( إن لم يكونوا جميعاً ) لم تكن حياتهم كلها إبداع .. فكم من شاعر ذاع صيته من أجل قصيدة بل ربما من أجل بيت شِعر وكم من فيلسوف ورد اسمه في مئات الكتب من أجل نظرية واحدة وكم من حكيم تداول ذكره من أجل حكمة قالها..!
والسؤال : هل كان هذا كل ما أنتجوه !؟
بالطبع لا .. فالشاعر على سبيل المثال كي يصل إلى قصيدة إبداعية قد كتب من قبلها مئات بل آلاف القصائد !
فالإبداع متاح للجميع وفي كل المجالات .. أنت مبدع ولن يكتشفك أحد وأنت خامل .. لابد من المحاولة والخطأ والتدريب والعزم والإصرار .. العالم بحاجة إليك
.